مع كل وداع
ستتعلم
أن رحى العمرِ تدور بِك أو بدونِك ..وانه ليس لديكَ خيارٌ سوى الرضوخ في بعض الأمور
كي لا ينكسر الحجر !!
ستتعلم
فن التلويح من غير دموع..ورسم ابتسامة واسعة اكبر من قرص الشمس لتوضح لهم انكَ متقبِل لفكرة الرحيل..وان لا يقلقوا أو يخافوا عليك فأنت (كبير) كفاية وتعرف كيف تتدبر أمرك وحدك !!
ستتعلَم
أن عصافير الشتاء تختلف عن مثيلاتها في الخريف..وأن بعضها يموت في الطريق..فلا تحسب أن العصفور الأمس هو نفسه صاحبَك الذي غادر ذات شتاء !
ستتعلم
أن الإصرار على التمسك بما مضى يُحسب من أرصدة عُمرنا ..لحظة بلحظة..يوماً بيوم..وأن باقاتِ العمر الزهرية ستذبل ولن تنتظرنا حتى ندرِك إننا فقدناهم للأبد !!
ستتعلم
أن تحزم حقائِبكَ أنت أيضا ..فبِرحيلهم عن أرصفةٍ سكنوها عليكَ أن أيضا أن ترحل وراءهم..ولكن في الاتجاه المعاكِس !!
ستتعلم
أن لا تصر على إقفال غرفٍ سكنوها..وأشياء اقتنوها..بل تعرضُها على الملأ..وتدع المجال للجميع أن يرتعوا بِها..حتى تُمسح آثارُ أقدامِهِم عن المكان كُلِه..فيضيعوا مع زحمة الضوضاء التي أحدثتَها !!
ستتعلَم
أن لا تحتفظ بحديث (حبٍ) لنفسِك..ولا تقصر في مدِ يد العون لهم أبدا لأنه سيأتي يومٌ ويرحلون وتصرخ في هذه البقاع ولا تعود تسمع لهم صوتاً لأنهم ببساطة (رحلوا) .
ستتعلم
انه لا يوجد شئ اسمه (لي أنا)..فالأرواح لا تُمتلَك..وحريات الاختيار تتسع في المدارك حد السماء ستعرف /سترى/وستسمع بأعلى الأصوات..أناساً سيقولون لكَ بملئ فاهِهِم(آسف ولكن الحياة بيننا مستحيلة) إني راحل..
ستتعلم
انه عليك التوقف عن سذاجة (الانتظار)والبكاء على الأطلال والتحسر على ما فات وكان فلا شئ يفيد حقاً ولا ماضي سيرجع ولا وقتَ سيرسِل عقارِبه لتستند عليها مجدداً.
ما أصعبها من لحظات